الأكراد شعب بلا دولة

نظرة تاريخية


غرب اسيا في شمال الشرق المتوسط بمحاذاة جبال زاكروس يستوطن العرق الكردي المنطقة منذ القدم في اقليم تتشارك السياده عليه اربعة دول هي تركيا ايران العراق وسوريا ولكن من هم الاكراد ؟
الاصل في التسمية هو الاشارة لبعض قبائل الفرس البدوية ساكني الخيام وممتهني الرعي في ايران القديمة وقد تطور اللفظ ليطلق علي سلاله عرقيه ينسبها البعض الي الجنس الاري وبالتالي هم اقرباء للافغان والشعب الطاجكي في حين يري البعض بأنهم سلاله عربيه تنسب الي عمرو بن ماء السماء سكنوا بلاد العجم وامتزجوا بأهلها وبشكل عام تنقسم السلاله الكردية الي طبقتين قديمه وهم تلك الشعوب التي سكنت منطقة جبال زاكروس منذ القدم وهم اصل الاكراد عرقيا ولغويا ثم انضمت اليهم مجموعات مهاجرة هندواوربيه في حدود القرن العاشر قبل الميلاد جاءت من شمال بحر قزوين واستوطنت تلك المنطقه وانصهرت مع اهلها وقد استطاع المهاجرون الجدد وهم الميديون والكاردوخيون تأسيس اول امبراطوريتهم الميديه شمال  غرب ايران وتوسعت تلك الامبراطوريه حتي وصلت الي افغانستان شرقا وضمت بعض اجزاء اسيا الصغري وكذلك انهت دولة الاشوريين وسيطرت علي عاصمتهم ولكن لم تدم تلك الامبراطورية طويلا حيث سقطت علي يد الفرس بقيادة الملك كورش ورغم ان الميديون شعوب مهاجرة لا علاقة لها بالاكراد سوي استوطان نفس الموطن الا انهم ينظر اليهم حاليا علي انهم جزء من التاريخ والتراث الكردي فيما بعد تمكنت تلك الشعوب من تأسيس دوله اخري في شمال العراق لم تدم سوي 90 عاما وسقطت علي يد الارمن ثم تحولت المنطقه الي مقاطعه رومانيه ثم اصبحت جزء من بلاد الفرس لم تقم بعد ذلك دولة للاكراد.
ولكن علي فترات متباعده ظهرت عدة كيانات كردية كانت تتبع في السيادة احدي دول الاقليم المحيطة اولي تلك الدويلات او الكيانات ظهرت عام 959 م حتي عام 1015م وتعرف باسم الحسنوية البرزيكانية وقد ظهرت في ايران ولكن بعد وفاة مؤسسها حسنويه حدث صراع علي السلطة بين ابنائه مما تسبب في نهاية الدولة اما أخر تلك الكيانات التي أسسها الأكراد فقد كانت الدولة البابانية شمال العراق وقد تأسست عام 1649 حتي عام 1851 م وقد دانت بالتبعيه للدوله العثمانيه وقد كان وضعها أشبهه بمنطقه نفوذ ذاتي وليس دولة حيث حظيت بالرعاية والحماية العثمانية لاستخدامها في مواجهة الدولة الصفوية .

الأكراد في الوقت الراهن


يبلغ عدد الأكراد في المجمل مابين 30 الي 38 مليون نسمة موزعين ما بين مناطقهم التاريخية أو ما بين دول الشتات .
ويتحدث الاكراد فيما بينهم بالكردية والظاظا كورانية والتي تنقسم لعدة لهجات مثل السورانية الكرمنجية الفيلية اللكية والباجيلانية ويدين الأكراد بالاسلام علي المذهب السني وكذلك الشيعي ومنهم من يعتنق المسيحية واليهودية وتنتشر بينهم كذلك بعض الديانات الوضعية مثل المجوسية واليزيدية واللاأدرية (الغنوصية).
وبشكل عام ينقسم الاكراد حاليا لعدة مجموعات عرقيه منها الكرمانجي الكلهور الكوران واللور
ويتوزع الأكراد حاليا علي أربع دول رئيسية هي :
1_تركيا
يوجد بها حوالي 56% من اكراد العالم مما يشكل حوالي 20% من اجمالي نسبه الشعب التركي ويرتكزون في جنوب شرق تركيا وقد بدأت مشكلتهم مع الدولة التركيه الحاليه حينما قرر اتاتورك تتريك وصهر كل القوميات الموجوده بتركيا حتي اصبح مجرد الحديث بغير التركيه جريمه يعاقب عليها القانون مما أدي الي قيام ثورة الاكراد بقيادة سعيد بيران الذي قاد جموع الكرد لاقتحام مدينة ديار بكر ولكن لم يتمكنوا من دخولها.
 تمكنت الحكومه من مواجهة التمرد بكل عنف واعدام قياداته وتدمير العديد من القري الكردية مما دفع بموجة نزوح كبري بإتجاه سوريا الي الجنوب وقد تسببت موجات النزوح الي جنوب الحدود التركيه وشمال سورية الي تغير التركيبه الديموغرافيه مع الزمن في بعض مدن الشمال السوري العربية.
 استمر الحظر في تركيا علي تعلم الكرديه أو تأسيس احزاب سياسيه حتي  تسعينيات القرن الماضي ثم بدأت القبضه الامنيه تضعف تدريجيا علي الاكراد مع التحول السياسي في البلاد.
2_ ايران 
تضم 16% من اجمالي الاكراد في العالم مما يشكل ما نسبته 6% من إجمالي الشعب الإيراني ويعاني الاكراد في ايران من التهميش حتي انه بعد الثورة الاسلامية في ايران لم يتم دعوتهم للمشاركه في كتابة دستور الجمهورية وقد تشكلت بعض الاحزاب المسلحة في اماكن تواجد الاكراد ومع الحرب الايرانية العراقيه تلقت تلك الجماعات الدعم من صدام حسين والذي وفر اماكن لجوء لقادة تلك الجماعات.
3_ العراق 
يضم 15 % من اجمالي الاكراد يشكلون 12% من نسبة سكان العراق ولهم وضع خاص حيث بعد فرض منطقة حظر الطيران شمالي العراق تم بشكل فعلي تأسيس منطقة حكم ذاتي للاكراد عاصمتها أربيل
4_ سوريا
تضم 6% من اجمالي الاكراد يمثلون 8% من عدد السوريين وتعود اصول الازمه بالنسبة لاكراد سوريا لعام 1962 عند احصاء سكان الحسكة لم تعترف الدوله بمليون كردي لم يتمكنوا من اثبات وجودهم في سوريا قبل عام 1945 اعتبرتهم الحكومه السورية مهاجرين غير شرعيين لعدم ورود اسمائهم في احصاء النفوس العثماني قبل عام 1920
وقد شكل التواجد الكردي في بعض المدن بشكل مستمر عوامل توتر تنتظر اقل الاسباب للانفجار مثل ما حدث عام 2004 اثناء مباراة في مدينة القامشلي فقد شجع الاكراد فريق المدينه بينما شجع عرب المدينة الفريق الضيف دير الزور مما تسبب في اندلاع اعمال الشغب في المدينة بين العرب والاكراد في عام 2011 وبعد الثورة السورية اصدر بشار الاسد مرسوم بمنح الجنسية السورية للاكراد غير المجنسين

الأزمة الحالية


بعد اندلاع الثورة السورية وانتفاض كل المدن السورية ضد حكم الاسد وقف الاكراد علي الحياد في انتظار ما تسفر عنه الاحداث ومع ظهور الجيش السوري الحر وتحقيقة لعدة انتصارات والانهيار الظاهري لنظام الاسد اعلن الاكراد عن تأسيس قوة مسلحة بدعوي حماية مناطقهم ورفضوا كل محاولات ادماجهم في قوة معارضة موحده ضد النظام ثم جاءت داعش من العراق الي سوريا مرورا بالقرب من مناطق نفوذ الاكراد واندلعت معارك السيطرة علي المدن السوريه بين فصائل المعارضة فيما بينها وقد كان الجميع فريسة سهلة لداعش التي سيطرت علي معظم مناطق نفوذ المعارضه في سوريا كل ذلك دون اي تقديم للدعم من جانب الاكراد حتي تحولت انظار داعش الي عين العرب كوباني ومناطق شرق الفرات ومع محاصرة داعش لعين العرب هب العالم في تحالف دولي لمنع عين العرب كوباني من السقوط في يد داعش
ولا شك في أن المقاتلين الأكراد لعبوا دورا مهما في مقاومة داعش والقضاء عليه.
ولكن ليس الأكراد فقط من حارب هذا التنظيم المتطرف.
فأول من حارب داعش ودفع الثمن مبكرا أمام التنظيم المتوحش هم المعارضة السورية في شمال شرقي البلاد.
وهؤلاء غدر بهم الاتحاد الديمقراطي الكردي مرتين
مرة عندما تركهم فريسة للنظام السوري الذي اضطهد الأكراد عقودا ورفض منحهم الجنسية
وكما ذكرنا رفض الأكراد الانضمام إلى المعارضة وأصروا على العمل منفردين، وضمن ذلك التنسيقُ مع نظام الأسد رغم أن المجلس الوطني السوري الممثل للمعارضة آنذاك اختار رئيسا كردياً هو عبدالباسط سيدا
والمرة الثانية عندما تركوا المعارضة يذبحها داعش
كما أن الحرب على داعش والقضاء عليه في المنطقة شاركت فيها قوى مختلفة مثل روسيا والنظام السوري والميليشيات الشيعية كحزب الله والحشد الشعبي فهل حزب الله والحشد الشعبي
كما شاركت تركيا في الحرب على داعش
والعكس من معظم القوى التي أسهمت في القضاء على داعش فإن الأكراد كانوا الأكثر اضطراراً إلى قتال التنظيم المتوحش.
لأن داعش بعد أن قضى على المعارضة السورية في شرق البلاد بوحشية كان هدفه التالي هو الأكراد
ولكن لم يكن يتحقق للاكراد الانتصار لولا الدعم الجوي الأمريكي ولولا سماح تركيا لقوات كردستان العراق بالوصول إلى عين العرب ومساندة أكراد سوريا.
علما بأن الاتحاد الديمقراطي الكردي رفض في ذلك الوقت طلب أنقرة الانضمام إلى المعارضة السورية للتوحد ضد داعش ونظام الأسد.
كان المقاتلون الأكراد بالعراق يحتفظون في المخيلة الغربية بصورة رومانسية مشابهة لتلك المرسومة حالياً لقوات سوريا الديمقراطية
وتجاهلت هذه الصورة الطابع العشائري والعائلاتي للنخب الكردية العراقية لا سيما في الحزب الديمقراطي الكردستاني والتي انتقلت إلى حزب جلال طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني.
كما غضت النخب الغربية الطرف دوماً عن انتهازية القيادات الكردية العراقية التي تقلبت في تحالفاتها بين الاتحاد السوفييتي وإيران وأمريكا وصولاً للتحالف مع النظام العراقي الصدامي بعضها ضد البعض.
والنتيجة عندما تولت هذه القيادات الكردية الحكم في كردستان العراق خلفت نظاماً فاسداً لا يختلف عن بقية نظم المنطقة يعتمد على الريع النفطي ويسعى إلى التوريث السياسي مثل فعل طالباني ومسعود بارزاني في حزبيهما بل استمر الأخير في رئاسة الإقليم بالمخالفة للدستور

المعايير الدولية المزدوجة


 الأكراد أحد الشعوب المظلومة بالمنطقة ولكن إصرار القيادات الكردية في سوريا وتركيا والعراق بتشجيع من النخب الغربية على عزل الأكراد عن محيطهم أمر خطره على الأكراد يفوق خطره على دول المنطقة
حماقة كبرى جعل الأكراد شعب صلاح الدين الأيوبي بمثابة إسرائيل الجديدة 
واختصار الشعوب المحيطة بالأكراد من عرب وأتراك وإيرانيين باعتبارهم مجرد جلادين مغالطة تاريخية.
فهذه الشعوب ترتبط بالأكراد بعلاقات مصاهرة وتزاوج وتجارة وثقافة ودين عمرها مئات السنين إن لم يكن آلاف السنوات.
فالأكراد كانوا شركاء في بناء كل دول المنطقة لقرون من عهد الخلافة العربية مروراً بالسلاجقة والمماليك وصولاً للدولة العثمانية التي كان الفرسان الأكراد جنوداً مخلصين لها.
والظلم الذي تعرض له الأكراد في اﻷعوام المئة الماضية هو نتيجة سيطرة النخب القومية المتطرفة على أقطار المنطقة والتي حاولت تشكيل دول أحادية اللون متأثرة بالنمط الغربي للقومية خاصة الفرنسي والألماني متجاهلة ميراث المنطقة الطويل من التنوع والتعايش بين الأديان والمذاهب والإثنيات.
قبل القرن العشرين لم تحاول أي دولة بالمنطقة فرض لغة أو ثقافة أو دين على الأكراد أو غيرهم من الأقليات بينما دولة مثل فرنسا تاريخها الداخلي هو عملية فرض منظمة استمرت مئات السنين للكاثوليكية ثم العلمانية ومعهما لهجة باريس على بقية البلاد بالقوة مع تسميتها اللغة الفرنسية
فهل تقبل باريس بانفصال نورماندي أو بريتاني وغيرهما من الأقاليم وهي التي تقمع لغاتهما المحلية حتى كادت تندثر
ولماذا تصدى الاتحاد الأوروبي لمحاولة انفصال إقليم كتالونيا الإسباني وهو الذي يعتبر نفسه رائداً في الحريات والحقوق؟
فالحريات لا تعني تقسيم الأمم بل تعني النضال لنيل الحقوق اللغوية والثقافية والدينية للجميع
والأهم النضال لتحرر كل الشعب من نير الاستبداد الذي طالما تحالفت معه القيادات المهيمنة على القرار الكردي بدلا من أن تناضل لتحقيق الديمقراطية في الأوطان التي هم جزء أصيل  منها.




يتجاهل خطاب النخب المتعاطف مع المقاتلين الأكراد أن تركيا حليف أقدم وأهم من الأكراد لأمريكا أكثر من الأكراد وأن هناك تعهدات والتزامات أمريكية تجاه أنقرة أيضاً بحماية أمنها القومي في مواجهة التهديدات الإرهابية من حزب العمال الكردستاني الذي تسبب في قتل عشرات الآلاف من الأتراك وآخر  هذه التعهدات موافقة واشنطن على إقامة مركز عمليات مشترك لتنسيق إقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا لإيواء ملايين اللاجئين السوريين وحماية الحدود التركية من هجمات المقاتلين الأكراد.
كما تناسى من انتقدوا ترامب على ما يصفونه بأنه تخل عن الأكراد تخلي الرئيس السابق اوباما ودول الناتو عن تركيا عندما سحبوا صواريخ باتريوت في خضم أزمة أنقرة مع روسيا عام 2015 عندما تكررت الاختراقات الروسية للأجواء التركية.


ونتيجة لذلك وجدت تركيا نفسها في مأزق عندما أسقطت طائرة روسية اخترقت أجواءها عام 2015 وهو الأمر الذي دفع أنقرة إلى تغيير سياستها والتقارب مع موسكو بعدما خانها حلفاؤها الغربيون 
ورغم عداء ترامب للنخب والصحافة فإنه يتأثر بهما
فهذه الانتقادات تؤثر في الرئيس المزاجي المتقلب وهو ما دفعه إلى التهديد الغريب بتدمير الاقتصاد التركي.
ولكن ترامب يحاول تنفيذ قناعاته كرجل أعمال بأن بلاده غير مستفيدة من التورط في صراعات الشرق الأوسط المستمرة منذ قرون كما قال في وقت سابق إنها لم تعد تحتاج نفطه.

يحاول ترامب مثل أوباما الفرار من ثقب الشرق الأوسط الأسود الذي جذب دوما الأوساط الاستعمارية والسياسية والثقافية الغربية والروسية إلى الشرق الأوسط بصرف النظر عن أهمية المنطقة التي لا مراء فيها. 
في حين أن جزء من إشكالية التعاطف الغربي مع الأكراد هو الخلط الواضح لدى هذه النخب بين الأكراد كشعب يضم ملايين يمثلون جزءاً أصيلاً من مكونات المنطقة والنخب والمسلحين الأكراد الذين يحتكرون الحديث باسم هذا الشعب العريق.
يفترض هذا الخطاب أن كل الأكراد يؤيدون المشروع السياسي الأيديولوجي لحزب العمال الكردستاني في تركيا والاتحاد الديمقراطي الكردي المنبثق عنه بسوريا.
يتناسى هذا الخطاب أن جزءاً كبيراً من الأكراد في تركيا يمنحون أصواتهم لحزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا والذي أسسه أردوغان وأن رئيس وزراء تركيا السابق بن علي يلدريم كردي الأصل وكذلك رئيس الاستخبارات التركيه هاكان فيدال.
يتعمد هذا الخطاب تجاهل أن حزب العدالة منح الأكراد حقوقاً ثقافية كان الحديث عنها بمثابة جريمة عظمى في تركيا العلمانية القومية قبل توليه السلطة
كما يتجاهل أن حكومة حزب العدالة فتحت مفاوضات سلام مع حزب العمال الكردستاني وعقدت معها هدنة استمرت سنوات قبل أن يفضها الأخير بعدما استغلها لتكديس السلاح.
أيضاً يتجاهل هذا الخطاب أن حكومة العدالة اهتمت بالتنمية في منطقة كردستان حتى أصبح جنوب شرقي تركيا خزاناً انتخابياً رئيسياً للحزب في وقت تتراجع فيه شعبيته بمعقله التقليدي في إسطنبول 
ويتجاهل هذا الخطاب كذلك حقيقة أن حزب العمال والاتحاد الديمقراطي الكردي يتبنيان أيديولوجيا يسارية قومية متطرفةتحاول فرض نمط حياة مختلف على الأكراد المحافظين بطبيعتهم مثلما حاول الاتحاد السوفييتي فرضها على سكانه سبعين عاما
 يمثل مقاتلو حزب العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الكردي السوري المنبثق عنه نخبة متعالية بأيديولوجيتها  اليسارية القومية التي تؤمن بأنه من حقها فرضها علي السكان الذين تراهم جهلة يجب تثقيفهم بهذا المنهج الأيديولوجي ولا بديل غيره 
توحي يسارية حزب العمال والاتحاد الديمقراطي الكردي برومانسية تدغدع مشاعر الليبراليين واليساريين الأوروبيين وتذكرهم بنضال الأحزاب اليسارية السلمي ضد الرأسمالية والرجعية اليمينية في بلادهم.
يعزز ذلك مشهد المقاتلات الكرديات المتكرر وهن يحملن السلاح فيرون فيهم مقاتلين من أجل حرية المرأة ضد الرجعية الشرقية التي تظلمها
لكن الواقع أن المقاتلين الأكراد بنظامهم العسكري المغلق الإرهابي أبعد ما يكونون عن  الأحزاب اليسارية التي ناضلت داخل شوارع العواصم الأوروبية وفي أروقة نقاباتها
بل هم أقرب إلى الأحزاب الشيوعية في أوروبا الشرقية التي استولت على السلطة خلال الأربعينيات في انتخابات أُجريت تحت ظلال فوهات مدافع الدبابات السوفييتية وترهيب الميليشيات الشيوعية والأجهزة الأمنية التي سيطرت عليها
نعم منحت الأحزاب الشيوعية في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي المرأة حريتها وأعطتها فرصاً غير مسبوقة للعمل ولكنها سلبت شعوب هذه المنطقة حرياتها وهويتها الدينية والثقافية وفرضت نظاماً أمنياً قمعياً استمر نحو نصف قرن وسماه الغرب يوما الستار الحديدي.
وفي سوريا تحديداً فإن ممارسات الإدارة الكردية لها تأثير مضاعف فهي تحتكر الحديث باسم أكراد سوريا ولا تسمح لأي قوة أخرى بتمثيلهم وفي الوقت ذاته فإنها تُستخدم لفرض السيطرة على مناطق ذات أغلبية عربية خالقة حالة شاذة من الحكم الذي تقود فيه نخبة كردية أغلبية عربية فالهياكل الديمقراطية التي تم تأسيسها في المنطقة ليست إلا مجالس شكلية يتحكم فيها المستشارون الأكراد للزعامات المنتخبة العربية والكردية على السواء.
وفي النهاية نجد أن من يعارضون الهجوم التركي ويدعمون حق الأكراد في دولة هم أنفسهم من يؤمنون بحدود دول سايكس بيكو ويدافعون عنها رغم كونها سبب معاناة كثير من الشعوب .

تعليقات

  1. الأتراك و الأكراد ليسا شعبين في تركيا بل شعب واحداً. نعيش هنا معا. تركيا ليست للأتراك فقط بل للأتراك و الأكراد و العرب و غيرهم الذين يعيشون في تركيا منذ ألف سنة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيلم #غزل البنات# وحقائق# لايعرفها #الكثير#

عثمان ابن ارطغرل الحلقة 7