قصة الحدود كاملة
مما لا شك فيه أن حدود الدول العربية الحالية لم تكن علي ما هي عليه من قبل وانما طرأت عليها عدة تغيرات بعضها جزئية والاخر جذرية اخر تلك التغيرات هو ضم جزيرتي تيران وصنافير الي السعوديه وهو ليس التغير الاول من نوعه فلو عدنا الي البدايه نجد انه عند نشأة الدولة الاسلامية علي يد النبي محمد ص كانت تقتصر فقط علي المدينة المنورة ثم توسعت بعد ذلك حتي شملت كل الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر قبل قيام الدولة الاموية تلك الدولة التي بلغت فيها الدولة الاسلامية اقصي اتساع لها من حدود الصين شرقا حتي بلاد المحيط الاطلسي غربا وقد ضمت تحت لوائها شبه الجزيرة الايبيرية التي تضم حاليا دولتي اسبانيا والبرتغال وكذلك كل بلاد الفرس والافغان وجنوب روسيا وقد استمرت تلك الحدود طوال فترة الدولة الاموية وحتي قيام الدولة العباسية وكانت اولي عمليات التقسيم حينما استطاع صقر قريش عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الاموي والمعروف بعبد الرحمن الداخل تاسيس دولة اموية في اقصي شمال غرب الدولة العباسية ولقد باءت كل محاولات العباسيين لاستعادة الاندلس بالفشل ومن هنا اصبح للمسلمين دولتان استمر الوضع علي ما هو علية حتي تمكن الدعاة الاسماعيلية من اقامة دولة للمذهب الشيعي في المهدية بتونس الحالية استغلت تلك الدولة الفتية ضعف الدولة العباسية في المشرق وتوسعت علي حسابها واقتطعت منها كل اقاليم المغرب العربي وفي عام 969 م تمكنت من ضم مصر الي حدودها واتخاذها مقرا للحكم والادارة حينما انتقل اليها المعز لدين الله وبالتالي اصبح العالم الاسلامي يضم ثلاث دول رئيسية بالاضافة للعديد من الدويلات التي تتبع اسميا احدي تلك الدول وقد حدثت في تلك الفترة عدة العديد من التغيرات علي الحدود لا يمكن حصرها ولكن اهم ما حدث في تلك الحقبة هو اقتطاع ساحل الشام من السيطرة العربية الاسلامية لصالح قوة جديدة من خارج المنطقة وهم ما اصطلح تاريخيا علي معرفتهم بالصليبيين الا أن الزلزال العنيف الذي رج المنطقة رجا قاسيا فكان ذلك الاجتياح المغولي وقد نتج عنه تغيرات جذرية في حدود المنطقه ساهمت في قيام عدة دول فيما بعد بعضها في المغرب الاسلامي وبعضها في المشرق واخري في اليمن واخري في عمان والبحرين بالاضافة الي سلاجقة الروم في اسيا الصغري ومن بعدها العثمانية كذلك المملوكية في مصر والشام وقد ضمت في بعض الاوقات الحجاز واليمن اما بالنسبة للاندلس فقد انقسمت لعدة دويلات نعرفها تاريخيا باسم ملوك الطوائف كذلك ظهرت دولة الصفويين في ايران استمر الوضع علي ذلك حتي اكشاف طريق رأس الرجاء الصالح ولقد كان تأثيره كارثيا علي حدود الدول في المنطقة فقد ضعفت دولة المماليك واصبحت فريسة سهلة لهجوم سليم الاول العثماني الذي ضم مصر ومن قبلها الشام وقبيل ذلك بقليل كان اختفاء اخر مناطق نفوذ المسلمين غرناطة في الاندلس من علي خارطة الدول الاسلامية
توسعت الدولة العثمانية علي حساب حدود كل الدول الاسلامية السابقة التي ضمتها الي سيطرتها باستثناء المغرب التي بقيت تحت سيطرة الدولة السعيدية
وبلاد الفرس التي يحكمها الصفويين واهم ما يميز تلك الفتره هو توسع حدود المسلمين في شرق اوربا لتضم مناطق لم يسبق خضوعها لسيطرة المسلمين بقيت تلك الحدود علي وضعها الراهن مع بعض التغيرات الطفيفة التي احتلت فترات قصيره جدا حتي بداية عهد الاستعمار في العصر الحديث فقد تمكنت فرنسا من احتلال الجزائر عام 1830 مقيمة حدودها الحالية ثم نفس الوضع كررته مع تونس بعد ما يقرب من خمسين عاما في نفس الوقت كانت انجلترا تحتل مصر والسودان بحدودهما التي اقامها محمد علي ومن قبل كانت فرضت سيطرتها علي اليمن وسواحل الخليج الفارسي وبلغ التكالب الغربي ذروته قبيل الحرب العالمية الاولي فقد تمكنت ايطاليا من ليبيا الحالية وفرنسا واسبانيا من المغرب الحالي ومع نهاية الحرب وهزيمة الدولة العثمانية تم تقاسم املاكها في الشرق العربي بين فرنسا وبريطانيا وتم رسم حدود نفوذ كل منهما مما يعرغ باتفاقية سايكس بيكو مما نتج عنه ظهور حدود دول فلسطين وسوريا ولبنان وهكذا ورثت ورسمت كل دول الوطن العربي حدودها من حدودها كمستعمره لاحدي دول الاستعمار
تعليقات
إرسال تعليق